اللهمَّ لا تحرم سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإنك إن أدركت أن الله وحده هو من يخفض ويرفع ويعطي ويمنع وأن مطلبك مهما كان بعيداً وصعب المنال سيأتك به القوي على ضعفك، ومهما كانت قوة الخلق لن يستطيعوا منع ماكتبه الله لك؛ ففوض أمرك إلى الله، فإن الذي جاء بتلك الذَرة الصغيرة سيأتك بحاجتك وفقاً لعلمه ومراده هو لا مرادك أنت، فاستعن بالعليم وأدرك جهلك أمام علمه وضعفك أمام قوته، ونقص حيلتك أمام تدبيره، وعجزك أمام قدرته، وأستعن بكماله على نقصك، وذلك بعزته، وفقرك بغناه وذنبك بمغفرته، ويأسك بروحِه، وكربك بفرجه.