فكيف وصلت هذه الطيور إليها بعد أن تركتها شهورًا طوالًا؟ الواقع أن سلوك هذه الطيور على هذه الصورة يحير الألباب، ويأخذنا العجب كل العجب عندما نعرف طيورًا تصل إلى نفس الغصن الذي تعهدها عليه أبواها من قبل؟ لا بدَّ أن تكون الغريزة، والغريزة وحدها، هي التي تدفع تلك الطيور إلى تلك البقعة بالذات، وإلا فكيف نفسِّر أمر هذا الطائر الذي يصل من حوض نهر الزمبيزي في جنوب أفريقيا لا إلى مقاطعة في النرويج أو بلدة منها أو شجرة من أشجار تلك البلدة، بل إلى نفس غصن الشجرة الذي فقس عليه! كما تضم المنطقة أيضاً مجموعة من الطحالب حيث تقع أهم وأكبر مجموعة منها في الأراضي شبه المستوية بمحاذاة البحر والمغمورة بالماء شرق شبة الجزيرة ومع ذلك فهناك مجموعات أصغر من الطحالب تقع جنوب بر الحكمان ولكنها تتسم بالكثافة والتنوع وهي ذات أهمية كبيرة باعتبارها أساسية في العملية الإنتاجية في المنطقة.
لتوضيح آلية هجرة الطيور تلك، تتشكّل بضرب الطائر للهواء بأجنحته، دوامةٌ هوائيّةٌ خلف الأجنحة تدفع الهواء للخلف والأسفل، في حين يُدفع الهواء للخلف والأعلى من على جانبيّ الجناحين، فتساعد هاتان الدوامتان في رفع الطائر الخلفيّ دون بذل الجهد.