والحسيب -عباد الله- أي: الكافي من توكل إليه، الذي هو وحده -جلَّ وعلا- يدفع عن عبده ما أهمَّه، ويجلب له خيره ومصالحه في دنياه وأُخره؛ فالله -عزَّ وجلَّ- هو الحسيب: أي الكافي الذي يكفي عبده ما أهمَّه في باب جلب المنافع وفي باب دفع المضار.
.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فحسبي الله ونعم الوكيل قد قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي فى النار، وقالها أيضا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عند ما علم بعد غزوة أحد أن قريشا ومن معهم قد أجمعوا على الرجوع إلى المدينة واستئصال المسلمين.
وفي روايةٍ له عن ابن عبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما قال: كان آخرُ قولِ إبراهيم صلَّي اللهُ عليه وسلَّم حين أُلقِيَ في النَّار: «حسْبي اللهُ ونِعْمَ الوكيلِ».